إن معرفة الخيارات المتعددة المتاحة لنا أثناء المخاض والولادة أدّى في الواقع إلى مصاعب في البحث عمن يحترم اختياراتنا من مقدمي الرعاية الطبية. ولا أقصد هنا الطبيب أو القابلة فقط، وإنما أتحدث عن أيّ شخص له دورٌ فيما نحصل عليه من الرعاية الطبية.
فعلى سبيل المثال، عرفت مؤخرًا أن شركة التأمين الخاصة بي، والتي اختارتها لي الولاية التي أقيم بها، لا تغطي تكاليف الولادة المنزلية. وتعلمت أيضًا أن هذه الولاية بعينها لا تسمح بإنشاء مراكز ولادة مستقلة [عن المستشفيات]. هذا يعني أنّنا إن لم نكن أثرياء قادرين على دفع تكاليف الولادة المثالية الخاصة بنا، (ولو كنا أغنياء لما احتجنا من الولاية التأمين الصحي)، فلا خيار لنا سوى الولادة في المستشفى.
وما أن أخطو خطوة في المستشفى إلّا وتتضاءل الخيارات المتاحة لمرحلتي المخاض والولادة بسبب عوامل خارجية تعود إلى مقرري سياسة الموافق، وإلى الاستشاريين القانونيين للمستشفى، وكذلك مشتري الأدوات الطبية وأخيرًا إلى الاستشاريين الطبيين - والذين قد يهمهم تدريب الأطباء المقيمين في مجال أمراض النساء والولادة أكثر من تدريبهم على الولادة الغريزية.
لذا وقبل أن أضع خطة الولادة، فإن أغلب القرارات اتُخذت بالنيابة عني، وكأن أحدهم عبّأ تجربتي في الولادة في صندوق وغلفه وأرسله بشاحنة لتصل إلى حيثما 'تم اختياره' مكانًا لتوليدي.
هنا أحمد الله على زوجي الذي حين رآني أستشيط غضبًا بسبب القيود التي تواجهنا، جعلني أدرك جزءًا مهمًا من كوني مستهلكة في سوق الولادة:
"في نهاية المطاف، كل ما نقوم به من تثقيف وتحضير للولادة سيكون له في أحسن الأحوال دور في التأثير فقط على النتيجة ولن يتحكم بها كلّيًا".
بعدما ملئت رأسي بكل المعلومات المتعلقة بممارسات طب النساء الروتينية، وسلسلة التدخلات التراكمية، وبجميع مشاكل بيئات الولادة التي تتمحور حول التكنولوجيا، استقر قلبي على ولادة غريزية في راحة بيتي أو على الأقل في مركز ولادة ذي أجواء هادئة شبيهة بالبيت. وبذلك سلبت نفسي الاستعداد والقدرة على التأقلم على ما لا أتوقعه.
لا يعني كونك مستهلِكة في سوق الولادة أن تتعلقي بشكل صارم بصورة مثالية واحدة، وإنما المقصود هو تحضير أنفسنا للعديد من الأمور التي قد تحدث. بهذه الطريقة يمكننا القول حقًا أنّنا بذلنا قصارى جهدنا ونستطيع أن نسعد بولادتنا وإن لم تكن مثالية.
هناك عبارة لپام إنجلاند (ماجستير قبالة) مؤلفة كتاب "الولادة من الداخل" تقول فيها: "المرونة وليس الصرامة من سمات الولادة الآمنة والصحية".
Leave a Reply